الشحن اللاسلكي عن بعد أكثر التقنيات المرتقبة للهواتف الذكية : تكنولوجيا ستغير من طريقة استخدام البشر للأجهزة
تقنية الشحن اللاسلكي متواجدة منذ سنوات طويلة ولم نراها على الهواتف الذكية فحسب وإنما يمكننا التماسها أيضاً مع الساعات الذكية والمكبرات الصوتية وسماعات الأذن. هذه هي تقنية الشحن اللاسلكي التي توصلت لها البشرية حتى الآن، ولكن إذا تمعنا قليلاً في الأمر فهذه التقنية ليست شحناً "لاسلكياً" بالمعنى الحرفي إذ إننا ما زلنا مُضطرون على وضع الأجهزة الذكية على قاعدة مغناطيسية تضمن تمرير التيار الكهربائي إلى الأجهزة عبر أقطاب معدنية ومن سخرية القدر أن بعض المستخدمين يعتقدون أن الشحن اللاسلكي أسوأ من الشحن السلكي العادي ليس فقط بسبب بطء سرعته الاعتيادية ولكن أيضاً بسبب متطلباته والعوائق التي يفرضها عند شحن مجموعة متعددة من الأجهزة وهذا بدوره يدفع العديد من الأشخاص للانتقال إلى الشحن السلكي والاستقرار عليه.
ومع ذلك، يبدو أننا مقبلين على تكنولوجيا ثورية ستجعلنا قادرين على الاستغناء تماماً عن الشحن السلكي أو اللاسلكي التقليدي. يحاول باحثون من إحدى الجامعات الأوروبية تطوير تقنية الشحن اللاسلكي عن بعد التي تجعلنا غير مضطرين على استخدام الشاحن السلكي أو قاعدة الشحن اللاسلكية لأن كلا الطريقتين لا توفر تجربة الشحن الأكثر مرونة أو الأكثر ملائمة للمستخدم في عام 2023.
لماذا نحتاج إلى حل آخر بخلاف تقنيات الشحن التقليدية؟
لذا، يجب أن تكون التقنية التالية قادرة على الشحن هوائياً دون الحاجة إلى ضرورة لمس الأجهزة إلى أي أسطح معدنية أو توصيلها بكابلات طاقة. فعلى الرغم من أن تقنيات الشحن اللاسلكية تعتمد حالياً على المجال المغناطيسي لتمرير الطاقة من قاعدة الإرساء إلى البطارية، ولكن هذه الطريقة تعيق عملية الشحن وتتسبب في تأخيرها وكلما كانت المسافة بين جهاز الاستقبال وقاعدة الشحن أكبر كلما بدأ المجال المغناطيسي في المعاناة من أجل تمرير التيار الكهربائي. وبالتالي يعمل الباحثون في جامعة آلتو الفنلندية جاهدين من أجل إيجاد طريقة تتيح القدرة على زيادة كفاءة الشحن حتى في حالة زيادة المسافة الفاصلة بين قاعدة الشحن وجهاز الاستقبال.
باختصار شديد، لقد توصل فريق الباحثين إلى إيجاد طريقة تسمح بإمكانية شحن الأجهزة هوائياً عبر مسافات مادية أبعد دون التأثير على كفاءة وسرعة الشحن. لاحظ فقط أن هذه التقنية لا تزال قيد الدراسة مما يعني أنه لن يكون هناك هاتف جديد هذا العام لشرائه من ابل أو سامسونج بدعم الشحن الهوائي. ولكنها خطوة على الدرب الصحيح وطالما تم التوصل لها فهي تتطلب فقط مجموعة من الموافقات التنظيمية والاختبارات التجريبية وبالتأكيد بعض براءات الاختراع للتوثيق ومن ثم سيتم تطبيقها بشكل نهائي على المنتجات والأجهزة. نعم قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل تنفيذ المشروع أو هذه الفكرة ولكنه لن ننتظر عقداً من الزمان لأجل رؤيتها وبالنسبة لنا فنحن نتمنى أن يكون قريباً وليس بعيداً.
![الشحن اللاسلكي عن بعد]( "الشحن اللاسلكي عن بعد")
كيف سارت تجربة الشحن اللاسلكي عن بعد وما هي معدلات نجاحها؟
التجربة التي أجراها فريق الباحثين اشتملت على استخدام حلقات معدنية هوائية ثنائية على شكل "انتنات" يبلغ حجم كل منهما 2.8 إنش وتم تعديل التيارات الكهربائية للحلقات وإبعادهما عن بعضهما البعض مسافة 18 سم ومع ذلك استمرت عملية نقل تيار الطاقة بين الجهازين بنسبة كفاءة وصلت إلى 80% حيث عمل الفريق من أجل تقليل الإشعاع الناتج عن تواصل الطاقة ولكن مع الحفاظ على كفاءة نقل التيار عبر الهواء وفي حالة تم استبعاد المكونات اللازمة لتقليل الإشعاع لكان من الممكن زيادة كفاءة نقل التيار إلى نسب أعلى من 80%.
بالتأكيد 18 سنتيمتر ليست مسافة كبيرة للغاية ولكن كما أشرنا منذ قليل فهي فقط الخطوة اللازمة في الاتجاه الصحيح ومن المتوقع أن يتم تحسينها من أجل تعزيز عملية نقل التيار عبر مسافات مادية أبعد إلى أن تصل إلى مرحلة الكمال في المستقبل القريب. من المؤكد أن هذه التكنولوجيا ستغير من طريقة استخدام البشر للأجهزة وخاصة التي تتطلب الشحن.
شاهد المزيد من أخبار التكنولوجيا اشترك فى قناتنا علي التليجرام
أشترك لتحصل علي أهم أخبار التقنية
